استمتع ..شارك ..علق..(كلام سمح بالحيل)

هذه لوحة من لوحات شاعرنا المبدع محمد العبيد سيداحمد وهو من منطقة مروى شرق ، ولقد اعجبنى هذا الكلام الجميل الذى يؤرخ ويوثق لحياة عاشها الكثير مننا فى شمال السودان فى زمن كانت الحنية والالفة متوافرتان فيه بين الناس وحتى وقت قريب كانت تلك هى حياة الناس والتى صورها الشاعر فابدع فى تصويرها وكأنك امام لوحة تشكيلية . لقد انبهرت وانا اتمعن فى هذه الابيات الرائعة والتى تمثل قمة الابداع .وآمل من كل الذين سيتوافدون على هذا المعرض ليتمعنوا فى هذه اللوحة ان يسجلوا انطباعاتهم فى سجل الزوار ..

ياحليل زمن البيوت المو بيوت ضيق
وحيشانا المبردحة ماها محيق
لقاديبنا المبلطة خاتى شقيق
مضللة بالفلق مافيها رقريق
والمرق مرقا سنط وساوينلو أرنيق
والطير فوقنا عشعش فى السباليق
راصين القداحى صفوف معاليق
وبرنداتنا الكرارق بالشباريق
زمن الناس حنينين مافى فريق
لاجفا لاغلط لا حتى نقنيق
لابسين الشمامير والعراريق
وسايقين السواقى وعيشنا متيق
تسمع لاتحت دق المداقيق
يجى احمد للفطور شايلو اباسيق
مالى الشبكى قش وقالعلو أشميق
يفسخ ويمشى مالى جيوبو دفيق
ويجدع منجلو الما حام كتاريق
تجيبلو ام زين حريف ويفكبو الريق
وياحلاة النومة وكت الضل يجى أرتيق
حياتنا اليوم قد تغيرت فى كثير من مناطق الشمال فقد اصبحت البيوت غرفتين وصالة وصالون بدلا عن(حيشانا المبردحة ماها محيق) ...

اخوتى رغما عن تغير الاحوال فى حياتنا لكن سوف تجدوا كل واحد منكم يحن الى تلك الايام التى ذكرها الشاعر فى قصيدته الرائعة ، ويمكن يكون هناك من يرأى غير ذلك ..
لكن لايمكن لنا ان نختلف على اننا جميعا وانا اولكم : نتمنى ان تعود تلك الحنية والالفة التى قد خفت عند كثير من الناس الان ويمكن تكون قد اختفت من بعض ابناءنا واخواننا مواليد جيلنا والذين اتوا من بعدنا .
(زمن الناس حنينين مافى فريق )
الله يصرف الفريق والتشتيت والتفتيت فى كل شئ والذى اصبح سمة غالبة حتى فى اشياء لم نكن نصدق ان التفتيت سيطولها ومثال على ذلك كيانات المجتمع المدنى غير الحكومية التى هدفها الاول خدمة المواطن (قس على ذلك اتحاد طلاب مروى بالجامعات والمعاهد العليا)... حليل الزمن ....
(لاجفا لاغلط لا حتى نقنيق )
كانت الحياة اليومية عامرة بين الناس بالود والتواصل والتراحم الحميمى لذلك يندر الغلط فى حياة يسودها الود والحب والتفانى فى خدمة الاخرين من غير نقنقة ...
ويمكن لشاعرنا ان يضيف :
( فيها الونسى وفيها الضحكة والقريق )
وصارت البيوت ايضا اعمدة وصبات اسمنت وسيراميك بدلا عن ( اللقاديب المبلطة وخاتى شقيق ) ..
واصبح الناس يعرشوا بالاسمنت وبالخشب احيانا وبالزنك احيانا اخرى بدلا عن ( مضللة بالفلق مافيها رقريق) ...
وتطورت البلاد فتم ادخال الكهرباء التى بدورها جلبت معها الثلاجات الى بيوتنا لتخزن امهاتنا كل اصناف المأكولات بدلا عن ( راصين القداحى صفوف معاليق) ...
واصبحنا نحن واهلنا نرتدى الازياء حسب ماهو متاح من بناطيل وقمصان وغيرها ، لكننا هنا لم نتخلى عن (العراريق) ....

الله يطراكم بالخير كما يقول اهلنا الطيبين فى الشمال ذكرتونا البلد بالكلام الطاعم ده والحنيه الماليها حدود والبيت الكبير الواسع والبساطه . على فكره ان من نفس منطقة الشاعر محمد العبيد له التحيه
عندى رجاء واحد ان تكتبوا معانى المفردات للجيل الجديد حتى يستطيعوا ان يفهوا المعانى وبذلك نساهم فى البقاء على لغتنا الدارجية المحلية المتفردة وبذلك نضمن الاستمرارية

والله بالجد الواحد عاودو الحنين للبلد وحشان  البلد الكبيرة   وحيط البلد الخاتي شقيق  ومرق الفي السقف وعاملين ليه مساعد امثال الاعمده الان
والله مشكورين